الامن القومي العربي على حافة الانهيار .. أ. د. محمد طاقة

الامن القومي العربي على حافة الانهيار ..

( تزامناً مع مؤتمر القمة العربية الثالثة والثلاثون في البحرين ) .


          أ. د. محمد طاقة

يعلم الجميع أن الامن القومي العربي يواجه تحديات كبيرة ، يأتي في مقدمتها التهديدات التي يمثلها المشروع الفارسي المغطى بغطاء الدين والمشروع الصهيوني المدعوم امريكياً .

ويعتبر المشروع الفارسي الاكثر خطورة على الامة العربية وكيانها ، كون تغلغله في الامة مستغلاً الدين والعلاقات التاريخية التي تجمعه مع ابناء الامة مما سهل عليه الهيمنة على كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وبقية الاقطار العربية الذي يحاول عليها ، وحقق ذلك الاجتياح والتوسع عبر دعم الجماعات المسلحة الموجودة في الدول العربية ، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق ، وزعزع الاستقرار الاقليمي وعزز من حالة الفوضى والعنف وبدعم من امريكا واوربا والكيان الصهيوني .

ومن جهة اخرى يمثل الكيان الصهيونى تهديداً مستمراً للسيادة العربية ليس فقط عبر الاحتلال المستمر للاراضي الفلسطينية بل ايضاً من خلال السياسات العدوانية والتوسع الاستيطاني الذي يفاقم من التوترات في المنطقة ، ومن هنا تاتي اهمية الامن القومي العربي في هذه المرحلة الخطيرة والتشتت التي تعاني منه الامة العربية وخاصةً بعد احتلال العراق .

بعد احتلال العراق في عام ( ٢٠٠٣ ) شهدت المنطقة العربية فترة من التشتت والانقسامات الحادة ، هذا الاحتلال لم يؤدي فقط الى انهيار النظام السياسي في العراق والذي كان حارساً اساسياً للبوابة الشرقية ومدافعاً قوياً عن الامة العربية وحارساً اميناً على امنها القومي ، بل ايضاً فتح الباب امام التدخلات الاجنبية وتفشي الارهاب .

اهمية الامن القومي العربي تبرز في هذا السياق كحاجة ملحة واساسية لتحقيق الاستقرار وحماية مصالح الدول العربية ، التعاون والتنسيق بين الدول العربية اصبح ضرورياً لمواجهة التحديات المشتركة ومنع مزيد من التدهور والانهيار .

لذا يتطلب من الجميع شعباً وحكومات اعتبار الامن القومي العربي فوق كل اعتبار في ظل هذه التحديات وان يكون الامن القومي العربي على راس الاولويات .

ان تجاوز المصالح الضيقة والخلافات الداخلية هو السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات الخارجية بشكل فعال . يتطلب التركيز على الامن القومي العربي كما قلنا تعزيز التعاون العسكري والامني والسياسي والاعلامي والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية لضمان حماية المصالح الوطنية والقومية .

لتحقيق الامن القومي العربي من الضروري العمل على تجاوز الخلافات بين الدول العربية وكذلك بين الحكام وشعوبهم ، والدفاع عن عن الدول العربية المهددة من قبل ايران والكيان الصهيوني يجب ان يكون اولوية مشتركة بغض النظر عن الاختلافات السياسية او الايديولوجية ، على سبيل المثال دعم الاردن والبحرين والكويت ( وما يتعرضون له من ضغوطات من قبل جماعات موالية الى المشروع الفارسي ، وهذا ما يهدد بصميم امننا القومي العربي ) في مواجهة التهديدات الخارجية ، وهذا يجب ان يتم حتى لو كانت هنالك خلافات مع انظمتها الحاكمة .

فعلى الشعب العربي وقواه الوطنية والقومية ان تدرك اهمية ذلك ، كون تعزيز الوحدة والتضامن العربي هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار وامن المنطقة وتفويت الفرصة على اعدائنا للنيل من امتنا العربية .

ان الامن القومي العربي يتطلب اليوم اكثر من اي وقت مضى تظافر الجهود وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة .

فقط من خلال تجاوز الخلافات والعمل المشترك يمكن للدول العربية تحقيق الاستقرار وحماية سيادتها ومصالحها الوطنية في مواجهة التهديدات الخارجية ..